غلطة الشاطر بألف.. ينطبق هذا القول على الأخطاء التكتيكية التي ارتكبها المدير الفني لبرشلونة الإسباني، بيب غوارديولا أمام ريال مدريد يوم السبت في كلاسيكو الليغا الإسبانية والتي تسببت في خسارته بنتيجة 1-2 في كامب نو ليضمن النادي الملكي بنسبة كبيرة التتويج باللقب الغائب منذ فترة، وينصب تركيز النادي الكتالوني بكل قوة على مباراة إياب نصف نهائي دوري الأبطال أمام تشيلسي الإنكليزي والتي سيقاتل فيها بكل ما أوتي من سبل.
وتسير المؤشرات حول أن غوارديولا لن يكرر نفس التشكيل الذي خاض به مباراة الريال، والذي كان مليئا بالأخطاء التكتيكية وأولها اللعب بخط دفاعي ثلاثي مكون من الأرجنتيني خابيير ماسكيرانو والإسباني كارليس بويول والبرازيلي أدريانو.
أما الخطأ الثاني، والذي اعترف به غوارديولا بنفسه في المؤتمر الصحفي الذي أعقب اللقاء فكان عدم الدفع بسيسك فابريجاس منذ البداية وتفضيل تياجو، وثالثه هو الاعتماد على الصاعد كريستيان تيلو، الذي تميز حقا بسرعة الانطلاقات من الجبهة اليسرى اذا وصلت له الكرة إلا أن اللمسة النهائية له كانت دائما سيئة.
وتعتبر الخطيئة الكبرى لغوارديولا في مباراة الكلاسيكو عدم وجود رأس حربة صريح منذ بداية المباراة، بمعنى آخر أليكسيس سانشيز، ذلك لأن وجوده هو ما يعطي قدرا أكبر من الحرية في التحركات للنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، لأنه يشتت دفاع الخصم بين مراقبته أو توخي الحذر من البرغوث.
صحيح أن ميسي كان الحاضر الغائب في مباراة الكلاسيكو، إلا أنه وبنزول التشيلي أليكسيس سانشيز بدأ أداء النجم الأرجنتيني يتحسن تدريجيا.
ويدرك غوارديولا أهمية مباراة تشيلسي، خاصة بعد أن خسر مباراة الذهاب بهدف دون رد على الرغم من كمية الفرص الهائلة التي أضاعها، وهو يعرف في نفس الوقت أن الأزمة التي سيواجهها في الاستعداد للمباراة لن تكون متعلقة بالارهاق البدني للاعبين، بقدر ما هي مرتبطة بحالتهم النفسية.
مباراة البرسا مع الـبلوز قد تكون الفرصة لاستعادة الهوية التي تميز النادي الكتالوني سريعا، وذلك اذا ما نجح في التأهل لدوري الأبطال، ولكنها قد تكون سببا لانتشار فيروس الاحباط الذي سيواجهه لاعبو برشلونة لأول مرة منذ فترة بعد حقبة المجد التي ظلوا يستمتعون بها منذ تولي غوارديولا لتدريب الفريق وفوزه معه بـ13 بطولة من أصل 16.